فتوى بمدى جواز أخذ المنتخب المغربي للدراجين بالرخصة الشرعية للإفطار أثناء سفره للمشاركة في تظاهرة رياضية دولية ستجرى خارج وطنه بلندن
بسم الله الرحمن الرحيم
يومي 8 – 9 رمضان 1433هـ / 27 – 28 يوليوز 2012م
جوابا عن سؤال من الجامعة الملكية المغربية لسباق الدراجات
28 شعبان 1433هـ موافق 18 يوليوز 2012م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
﴿ربنا آتنا من لدنك رحمة، وهيئ لنا من أمرنا رشدا﴾
وبعد، فقد تم النظر في موضوع السؤال من الهيأة العلمية للإفتاء على ضوء الأحكام الشرعية المتعلقة بفريضة الصيام، وخلصت من خلالها إلى الجواب الفقهي الآتي:
من المعلوم المسلم به شرعا لدى خاصة المسلمين وعامتهم، أن الله سبحانه وتعالى شرع صيام رمضان، وجعله ركنا من أركان الإسلام، ووعد عليه بالأجر والثواب في الدنيا وفي الآخرة دار الجزاء على الأعمال، وأوجبه فرض عيـن وعزيمة في حق من استهل عليه الشهر، وهو مستجمع لشروط الصيام، فقال تعالى: ﴿شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه﴾، وفي حديث نبوي لبعض أئمة السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله فرض عليكم صيام رمضان وسننت لكم قيامه، فــمن صامه وقـامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه“.
وكما أن الله سبحانـه أوجب الصيام عزيـمة في حق من استـجمع شروطه في هذا الشهر المبارك، فإنه عز وجل شرع كذلك رخصة الإفطار لمن كان له عذر من الأعذار الشرعية المبيحة له، من مرض أو سفر تيسيرا على العباد ورحمة بهم وتكليفا بما يطاق، فقال عز وجل: ﴿ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر، يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر، ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون﴾، ولحـديث: “إن الله يحب أن توتى رخصه كما يحب أن توتى عزائمه”، وفي حديث: “كما يكره أن تؤتى معصيته“.
واستنادا إلى ذلك واستفادة منه، فإن سفر المنتخب المغربي للدراجين خارج أرض الوطن لتلك الغايـة، يعتبر من قبيل السفر المباح؛ فيجوز له الأخذ برخصة الإفطار أثناء السفر، وعليه أن يقضي ما أفطره فيه من الأيام بعد انتهاء رمضان، لقوله سبحانه في الآية السالفة: ﴿فعدة من أيام أخر﴾.
ومن آنـس من نفسه القدرة على الصيام أثناء هذا السفر فـله ذلك، لحديث الإمام مسلم عن حمزة بن عمر الأسلمي رضي الله عنه قال: “يـا رسول الله، إني أجد فيَّ قوة على الصيام في السفر، فهـل علي جُنَاح؟، فقال رسول الله ﷺ: “هي رخصة من الله، فمن أخذ بها فحسن، ومن أحَبَّ أن يصوم فلا جُنَاح عليه“.
هذا ما استبان من الجواب الفقهي في هذه المسألة.
والله تعالى أعلم وأحكم، وهو سبحانه من وراء القصد،
والهادي إلى الصواب وسواء السبيل.