جارٍ تحميل التاريخ...

بث تجريبي

خطبة عيد الأضحى المبارك 1446هـ 2025م

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه
خطبة عيد الأضحى المبارك 1446هـ

 

الله أكبر الله أكبر الله أكبر

الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا، فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون.

ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، أرسله الله رحمة للعالمين، ونعمة مسداة للناس أجمعين، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطيبين، وصحابته الغر الميامين، وعلى التابعين لهم بإحسان، صلاة وسلاما دائمين ما هلل مهلل وكبر مكبر.

الله أكبر الله أكبر الله أكبر

أيها الإخوة المؤمنون والأخوات المؤمنات؛ اتقوا الله تعالى حق تقواه، فإن التقوى هي وصية الله للأولين والآخرين، قال الله تعالى:

﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا اَ۬لذِينَ أُوتُواْ اُ۬لْكِتَٰبَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمُۥٓ أَنِ اِ۪تَّقُواْ اُ۬للَّهَۖ﴾.[1]

والتقوى هي خير الزاد وحبل النجاة،

﴿ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ اَ۬لزَّادِ اِ۬لتَّقْو۪يٰۖ ﴾. [2]

واعلموا أن هذا اليوم من أيام الله تعالى التي اختارها لعباده ليحمدوه ويشكروه ويظهروا شعائره ويعظموها، وهذا معنى من معاني صلاة العيد.

 الله أكبر الله أكبر الله أكبر

عباد الله، الغاية من هذا اليوم المبارك إقامة توحيد الله والتخلص من العبودية لغيره تعالى، وتحرير النفس من أهوائها، وهذا ما تشير إليه قصة إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام، إذ أمر الله تعالى نبيه إبراهيم بذبح ولده إسماعيل، بعد أن كان يسأله أن يرزقه ذرية طيبة سنين عددا، فلما وهب له إسماعيل عليه السلام، أمره بذبحه ليخلص النفس لله، وليكون حب سيدنا إبراهيم لله فوق كل حب، فما على أبي الأنبياء وإمام الموحدين إلا الامتثال والتنفيذ، وكذلك فعل ابنه البار إسماعيل عليهما السلام، يقول الله تعالى:

﴿ وَقَالَ إِنِّے ذَاهِبٌ اِلَيٰ رَبِّے سَيَهْدِينِۖ رَبِّ هَبْ لِے مِنَ اَ۬لصَّٰلِحِينَۖ  فَبَشَّرْنَٰهُ بِغُلَٰمٍ حَلِيمٖۖ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ اُ۬لسَّعْيَ قَالَ يَٰبُنَيِّ إِنِّيَ أَر۪يٰ فِے اِ۬لْمَنَامِ أَنِّيَ أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَر۪يٰۖ قَالَ يَٰٓأَبَتِ اِ۪فْعَلْ مَا تُومَرُۖ سَتَجِدُنِيَ إِن شَآءَ اَ۬للَّهُ مِنَ اَ۬لصَّٰبِرِينَۖ فَلَمَّآ أَسْلَمَا وَتَلَّهُۥ لِلْجَبِينِ  وَنَٰدَيْنَٰهُ أَنْ يَّٰٓإِبْرَٰهِيمُ  قَدْ صَدَّقْتَ اَ۬لرُّءْي۪آۖ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِے اِ۬لْمُحْسِنِينَۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ اَ۬لْبَلَٰٓؤُاْ اُ۬لْمُبِينُۖ وَفَدَيْنَٰهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٖۖ﴾.[3]

الله أكبر الله أكبر الله أكبر

أيها المؤمنون والمؤمنات؛ يستفاد من هذه الآيات أن هذه القصة رمز لتمكن فضيلة التقوى من قلوب أنبياء الله وهو ما أثمر تضحية وتحررا، والتضحية ها هنا لها وجهان:

  • الأول: الإيمان بمقتضاه وهو الإخلاص والتسليم والتفويض لله تعالى.
  •  والثاني: التفاني في العمل وَفق أمر الله تعالى مع الإحسان والإتقان، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى:

﴿ وَنَٰدَيْنَٰهُ أَنْ يَّٰٓإِبْرَٰهِيمُ  قَدْ صَدَّقْتَ اَ۬لرُّءْي۪آۖ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِے اِ۬لْمُحْسِنِينَۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ اَ۬لْبَلَٰٓؤُاْ اُ۬لْمُبِينُۖ وَفَدَيْنَٰهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٖۖ﴾.

فالتصديق بالرؤيا إيمان صادق، والقيام بالفعل وَفق أمر الله إحسانٌ، فيتحقق في المحسن قول رسول الله ﷺ

“أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك”[4]

وليس ببعيد على المؤمن المقتدي بنبي الله إبراهيم والمتأسي بالحبيب المصطفى ﷺ، أن يكون من المحسنين الشاكرين لأنعم الله المختلفة، وذلك بالإيمان الصادق والعمل الصالح اللذَيْن هما شرطا الحياة الطيبة والسعادة الأبدية في الدين والدنيا والآخرة، وفي النفس ومع المجتمع وفي البيئة التي يعيش فيها.

بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، وغفر لي ولكم ولسائر المسلمين آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. 

الخطبة الثانية

الله أكبر الله أكبر الله أكبر

عباد الله، إن من كرم الله تعالى على العباد أن أشركهم مع حجاج بيته الحرام في كثير من الطاعات في هذه الأيام، التي منها التكبير والذكر والدعاء كما ورد عن النبي ﷺ:

»أن هذه الأيام أيام أكل وشرب وذكر الله «.[5]

ومعناها الإكثار من ذكر الله تعالى وحمده وشكره مع التوسعة على العيال في النفقة من غير إسراف.

ومما ورد في لفظ التكبير: الله أكبر الله أكبر الله أكبر ثلاث مرات، في أدبار الصلوات الخمس من ظهر يوم العيد إلى فجر اليوم الرابع. وإن زاد التسبيح والتحميد والتهليل مع التكبير فلا بأس، فإنها من الكلمات الأربع التي هي أحب الكلام إلى الله تعالى.

ومنها الإكثار من الصدقة والعطاء لفقراء المسلمين ومحتاجيهم، فالصدقة في هذه الأيام منصوص على فضلها ومرغب في أجرها.

ومنها صلة الأرحام وزيارة الأقارب والأحباب، وإدخال السرور عليهم وعلى المسلمين جميعا.

الله أكبر الله أكبر الله أكبر 

أما الأضحية التي هي من سنن هذا اليوم فقد ضحى النبي ﷺ في بعض السنين نيابة عن أمته، واستن مولانا أمير المؤمنين بهديه، حيث أخبر حفظه الله أنه سيضحي هذه السنة عن نفسه ونيابة عن شعبه نظرا لما تعيشه بلادنا من التقلبات المناخية الصعبة، المفضية إلى غلاء الأسعار وقلة الماشية، وأخذا بمبدأ التيسير الذي هو مظهر عام من مظاهر الشريعة. وعقيدتنا أن اتباع إمام الأمة فرض عليها في شؤون دينها.

حفظ الله مولانا الإمام، وجعله ذخرا وملاذا للبلاد والعباد، ومنبعا للرأفة والرحمة والتيسير، وبارك في صحته وعافيته، وحقق له كل ما يصبو إليه من رقي وازدهار لبلده وأمته، آمين.

هذا ولنجعل مسك الختام أفضل الصلاة وأزكى السلام على ملاذ الورى في الموقف العظيم، سيدنا محمد، فاللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، كما باركت على سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

وارض اللهم عن الخلفاء الراسخين ساداتنا الحنفاء المهديين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن باقي الصحابة خصوصا منهم الأنصار والمهاجرين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

وانصر اللهم من وليته أمر عبادك المؤمنين مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمدا السادس نصرا عزيزا مؤزرا، تعز به الدين وترفع به راية الإسلام والمسلمين، اللهم احفظه بحفظ كتابك، وأعد عليه أمثال هذه المناسبة، وهو يرفل في حلل الصحة والعافية، وأقر عين جلالته بولي عهده المشمول بالعناية الربانية، صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولانا الحسن، وشد أزره بشقيقه السعيد، صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولانا رشيد، وبباقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة إنك سميع مجيب.

وارحم اللهم بواسع رحمتك، وكريم فضلك وجودك الملكين الجليلين: مولانا محمدا الخامس، ومولانا الحسن الثاني، اللهم طيب ثراهما، وأكرم مثواهما، واجعلهما في مقعد صدق عندك.

اللهم ارحمنا وارحم والدينا وآباءنا وأجدادنا وأمهاتنا وسائر موتانا وموتى المسلمين، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

[1] – النساء 130.

[2] – البقرة 196.

[3] – الصافات 99-107.

[4] – صحيح البخاري كتاب الإيمان باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان، والإسلام، والإحسان، وعلم الساعة 1/19 رقم: 50. رقم الحديث بمنصة محمد السادس للحديث النبوي الشريف11.

[5] – موطأ الإمام مالك كتاب الحج باب ما جاء في صيام أيام منى 1/376 رقم: 135. رقم الحديث بالمنصة 7139.

شاهد أيضا

تصنيفات

At vero eos et accusamus et iusto odio digni goikussimos ducimus qui to bonfo blanditiis praese. Ntium voluum deleniti atque.

Melbourne, Australia
(Sat - Thursday)
(10am - 05 pm)