الثلاثاء 24 رمضان 1446 هـ | الموافق 25 مارس 2025

بث تجريبي

دورات المجلس العلمي الأعلى

حصيلة دورات المجلس العلمي الأعلى لسنة 1434هـ2012م

بإذن من أمير المؤمنين مولانا محمد السادس

أعز الله أمره

رئيس المجلس العلمي الأعلى

وتنفيـذا لمقتضــيات الظهير الشريف رقــم 1.03.300 الصادر في 2 ربيع الأول 1425  (22 أبريل 2004) بإعادة تنظيم الـمجالس العلمية كما وقع تغييره وتتميمه، ولاسيما الفقرة الأولى من المادة الرابعة منه؛

 

وتطبيقا لمواد الظهير الشريف رقم 1.04.231 الصادر في 7 محرم 1426 (16 فبراير 2005) بالمصادقة على النظام الداخلي للمجلس العلمي الأعلى، ولاسيما المادتان الخامسة والسادسة منه؛

والظهير رقم 1.23.47 الصادر في 26 من ذي القعدة 1444هـ (15 يونيو 2023م) والظهير رقم 1.23.48 الصادر في 26 من ذي القعدة 1444هـ                  (15 يونيو 2023م)؛

يعقد المجلس العلمي الأعلى دورته الخريفية العادية (وهي الدورة الرابعة والثلاثين)
يومي الجمعة والسبت 26 و27 جمادى الأولى 1446هـ / 29 و30 نونبر 2024م، وذلك بعد صلاة العصر بمقر الأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى بمدينة العرفان، الرباط.

وستعكف لجــن المجلس على دراسة القــضايا المدرجة بجـدول أعـمال الـدورة، وهي كالآتي:

  • قراءة ومدارسة الحصيلة الأولية لتنزيل خطة تسديد التبليغ في مناطق التجريب بجهات المملكة الشريفة؛
  • تدارس نشاط المجالس العلمية بربوع المملكة الشريفة في إطار العمل والتنسيق الجهوي بعد عام من إقراره؛
  • متابعة نتائج عمل اللجن الدائمة والمؤقتة للمجلس العلمي الأعلى بين الدورتين: الثالثة والثلاثين والرابعة والثلاثين؛
  • المصادقة على برنامج العمل السنوي للمجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية الجهوية والمحلية برسم سنة 2025؛
  • المصادقة على مشروع ميزانية المجلس العلمي الأعلى برسم سنة 2025.
اقرأ البلاغ

الحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

مولاي أمير المومنين، سبط النبي الأمين، وحامي حمى الوطن والدين، وجامع شمل المسلمين؛

السلام على جنابكم الأعز الكريم، ومقامكم الأسمى العظيم؛

وبعد؛ فبمناسبة انتهاء الدورة السنوية العادية الخريفية الرابعة والثلاثين للمجلس العلمي الأعلى، المنعقدة بالرباط خلال يومي الجمعة والسبت 26 و 27  من جمادى الأولى 1446، الموافق  29 و 30 من نونبر 2024؛ يتشرف خديمكم المطيع الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى أن يرفع ـ أصالة عن نفسه ونيابة عن جميع أعضاء المجلس العلمي الأعلى  ـ إلى مقامكم العالي بالله أزكى آيات الطاعة والولاء، وأسمى عبارات الإخلاص والحب والوفاء، ملتزمين بتوجيهاتكم الرشيدة، وصادرين عن ظهائركم الموجهة السديدة، لتحصين حوزة الإسلام من عوارض الفساد، ورد عادية الأعداء وتخالف الأضداد، تثبيتا لنعمة الجماعة والوحدة ، وترسيخا لكرامة الأمن والألفة،  التي توطدت بخصائصها في مملكتكم الشريفة ، وتعززت بضنائنها في دولتكم المنيفة، من خلال منظومة  الثوابت  الدينية، والاختيارات الاجتهادية المرضية، التي ترعاها ـ تحت شريف نظركم ـ المجالس العلمية الجهوية والمحلية، وتدير عليها برامجها العلمية والتوعوية: موضوعا، وتخطيطا، وتنزيلا، وقربا راشدا من المواطنين، وأداءً لحق أمانات الدين في مجتمع اليقين؛ الذي جعلتموه ـ يا مولاي ـ شرطا في تجديد هيكلة الحقل الديني، وفرضا لازما لتطوير أساليب عمل المجالس النوعي، ووسما لتطوير برامج تكوينها الرشيد، ووشما لخطط قربها البلاغي السديد؛ المؤسس على منظومة القيم الأخلاقية الموجهة، المطبوعة بمكوناتها المتكاملة، والمصبوغة بكلياتها المتناغمة؛
بشرط الإيمان وشعبه، وقيد العمل الصالح وصوره، المجسد في  التوحيد المتحرر،

والتسنن المتنور، والتخلق المتبصر؛ والعطاء المتصبر، ومراعاةِ  الوراثة المتناقلة بحسن الاقتداء؛ ولحاظ الاختيارات بقصد الاستهداء، ومعاناة التزكية المطهرة من مستشنع الأدواء، التي يبلغ بها تصحيح الاعتقادات، وإثمار العبادات، وانتظام العلاقات؛ وإدراك الغاية من صور المبرات، وتنال بها نعمة استحلاء الحياة الطيبة التي وعدها الله عباده الصالحين في الحياة قبل الممات.

إن علماء مملكتكم ـ يا مولاي ـ يدركون أن حُلَى هذه الحياة الطيبة الموعودة، لا تبلغ إلا بانتهاج المنهج العلمي المتعارف عليه عند الأئمة المقتدين، ولا تتحقق إلا باتباعِ المهيع الشرعي المتناقل بين العلماء المهتدين؛  المجسدة في السيرة التاريخية، والسيرة المنهجية العملية، والسيرة الأخلاقية التزكوية، المنتهية إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والمتناقلة عن خيار أمته ـ شرفه الله وعظم ـ الذين تحققوا بأمانات الدين الرفيعة، وأقاموا حق التزكية المطهرة المنيعة، ومرنوا الناس على مراعاة أولويات الشريعة الحكيمة، وجنيِ ثمراتها السلوكية السديدة، وملاحظةِ مقاصدها وثمارها، واستبصارِ غايات عناصرها، ومآلاتِ مراميها، ومراعاةِ أحوال المكلفين ومصالحِهم في عامة مساعيهم،  والمزاوجةِ بين شأن دينهم وأمر دنياهم.

وقد سلكتم يا مولاي مسلك من سلف من سابقي أجدادكم المقربين، وصالحي آبائكم المنعمين، في الوفاء لمقتضيات إمارة المؤمنين، بتحقيق كرامة المواطنين، وحفظ أركان ملة المستجيبين، ودفع عاديات المغرضين المتربصين بأرض اليقين، وتيسير إقامة حق أمانات الدين، وترشيد أفعال المكلفين؛ وتحقيق آمال الرعية المرعيين؛ متفردين بالسهر على تنزيل خطة ترشيد تبليغ الدين، وإصلاح تدين عامة المواطنين؛ وفق رؤية مستبصرة يقينية مرضية، وخطة تنزيلية منهجية مرعية، وأسلوب مطبوع بالتجديد والإبداع والحيوية، يتولى اتباعه المنتسبون لمؤسسة العلماء، من نخبة الفضلاء الألباء، ومن يساندهم من أهل الفضل والسابقة الأبيناء، الذين أحسنوا وعي الوحي، ووافقوا وجه تمثيله، وأحكموا سبل بثه ونشره، وإذاعة ذكره وفضله،ورسموا حكمة تبليغه وترتيبه وتقريبه،

وأتقنوا منهج تلقينه وتفهيمه وتنزيله، وأصلحوا حال المستجيبين لقضاء حقه وبلوغ أمره، ووضحوا مراتب أحكامه وخاصة فضائله ومكارمه؛ وفق ما تقتضيه مقاصد الشريعة الغراء،  ويستدعيه الحق المُعَرِّق في العَلاء، وما يستوجبه روح التشريع الناظم للعلاقات، ويفرضه مقصد التكاليف المسعدة اللازمات؛
وما يقتضيه شرط التنزيل المنظم للصلات، وما يتطلبه الحال من ضرورة إنجاح الاستسعاد بحسن الاسترعاء الذي يرتجى باعتماده تحصيل المصلحة الحقيقية، ويبتغى باعتداده بلوغ السعادة كما هيه، التي ستعطي للحياة معنى شريفا، وتكسبها فضلا لطيفا، بشرط الإيمان المُنَزِّه المعهود، وقيد العمل الصالح المُثْمِرِ المشهود.

إن ترشيد تبليغ الدين يا مولاي ـ يعد اليوم روح سبيل العلماء في مملكتكم الشريفة، ومحور بلاغهم في دولتكم الآمنة المستقرة الأليفة، الذي هداها الله إليه بألطافه ، وخصها به دون العالمين بخفي أفضاله، لتحصيل التنمية النفسية المجلوة، وبلوغ التزكية الروحية المعلوة، ونظم العلاقات على المعالي الأخلاقية، وورسوم المكارم التزكوية؛ التي تفرغت له تنظيرا وتبصيرا وتنزيلا؛ وتجندت له رعيا وَذَيْعا وتذكيرا وتصبيرا وتجريبا؛ تَرْتجي منه إثمار تدين الأمة برمته، وتحقيق مصلحة الجماعة المقصودة من جملته، لتثبيت التميز المثمر في قيمة حياتها، وَذيْعِ التخلق المزهر في أخذها وعطائها، وتحقيق الأمن الاجتماعي في محيطها وأطراف ترابها، وتوريث التفرد في التوحد على مستوى تعبدها وتحضرها؛ المُتَصَوَّنِ بمبدأ الدولة، والمعزز بحق العز والصولة، القائم على البيعة الشرعية المرعية، وما تقتضيه من الحقوق البينية؛ المميزة لنظام الحكم في مملكتكم، والمحددة لخصوصية الأمر في دولتكم، بإقامة مظاهر الملة على أعمدتها البديعة، وإنهاضها على تصاريفها السامية الرفيعة، المُبِينَةِ عن خصوصية الأمة في ثوابتها، والمسفرة عن ضنينتها في اختياراتها، التي يجسدها هذا الأمن  الروحي الفريد، ويجملها ذلك التلاحم الوطني الشديد، الذي يعد من حسنات إمارة المؤمنين العظمى، ويحسب في مكارمها المتفردة المثلى.

حفظكم الله يا مولاي بما حفظ به الذكر الحكيم، وأدامكم حصنا مكينا لهذا الدين، تصونون أبنيته الموطودة، وتحمون دعائمه المرفوعة،  وترعون هواديها المسنونة، سائلين الذي تعالى عزه، وتقدس مجده وفضله، أن يديم على جلالتكم لباس عزه وعافيته، ويسبغ عليكم طول عنايته وخاص رعايته، ويحرسكم بعينه التي لا تنام،  ويجعلكم في كنفه الذي لا يضام، قرير العين ببشير السعد وولي العهد الأمير الجليل المحبوب مولاي الحسن، ومشدود الأزر بصنوكم السعيد سمو الأمير المولى رشيد، كما نسأله تعالى أن يمطر وابل الرحمة والرضوان، على فقيدي الأمة والإسلام، مولانا محمد الخامس، ومولانا الحسن الثاني، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والسلام على مقامكم العالي بالله ورحمة الله تعالى وبركاته

وحرر بالرباط يوم السبت 27 جمادى الأولى 1446هـ الموافق لـ 30 نونبر 2024م

 

خديمكم الوفي والمطيع

الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى

At vero eos et accusamus et iusto odio digni goikussimos ducimus qui to bonfo blanditiis praese. Ntium voluum deleniti atque.

Melbourne, Australia
(Sat - Thursday)
(10am - 05 pm)