فتوى حول ما يسمى بالموت الرحيم، أو القتل الرحيم في حالة مولود مريض مرضا لا يرجى برؤه ويقود حتما إلى الموت
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
﴿ربنا آتنا من لدنك رحمة، وهيئ لنا من أمرنا رشدا﴾،
﴿ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين﴾.
وبعد، فإن وجود الإنسان في الدنيا وحياته فيها هو نعمة من الله تعالى، وفضل ومنة منه سبحانه، وهبها له، وأوجده فيها بعد أن لم يكن شيئا مذكورا، وذلك لأداء الرسالة الكبيرة وحمل الأمانة العظيمة الجليلة، أمانة التكاليف الشرعية، إيمانا بالله وتوحيدا له، وعبادة وطاعة له سبحانه، وسعيا في عمارة الأرض صلاحا وعدلا، وإصلاح أحوال الناس وإسعاد بعضهم بعضا فيها، مصداقا لقوله تعالى: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾، وقوله سبحانه: ﴿إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها، وحملها الإنسان﴾، وقوله عز وجل: ﴿أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون، فتعالى الله الملك الحق، لا إله إلا هو رب العرش الكريم﴾.