جارٍ تحميل التاريخ...

فتوى حول حكم إمامة المرأة في الصلاة

فتوى حول حكم إمامة المرأة في الصلاة جوابا عن سؤال ورد على وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية 28 ربيع الثاني 1427هـ موافق 26 ماي 2006م

بسم الله الرحمن الرحيم

28 ربيع الثاني 1427هـ موافق 26 ماي 2006م

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.

﴿ربنا آتنا من لدنك رحمة، وهيئ لنا من أمرنا رشدا﴾.

جوابا عن السؤال الوارد على الكتابة العامة للمجلس العلمي الأعلى من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، المتعلق بالحكم الشرعي في إمامة المرأة في الصلاة، هل تجوز أم لا تجوز؟

وبعد تدارس النازلة من طرف هيأة الإفتاء، واستعراض آراء الفقهاء المالكية في الموضوع، انتهت إلى الإجابة بما يلي:

لقد اختار المغرب الأخذ بمذهب إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله تعالى منذ تأسيس الدولة المغربية، وكان هذا الاختيار مبنيا على أسس شرعية مستمدة من الكتاب والسنة، وسببا في جمع كلمة المغاربة ووحدتهم المذهبية عبر العصور.

وقد اتجه المذهب المالكي في المشهور والراجح الذي به العمل إلى عدم جواز إمامة المرأة، كما يستفاد من أقوال أئمة المذهب من الفقهاء قديما وحديثا.

من ذلك قول الشيخ أبي محمد عبد الله ابن أبي زيد القيرواني: "ولا تؤم المرأة في فريضة ولا نافلة، لا رجالا ولا نساء". وقول الحافظ ابن عبد البر: "ولا يجوز الائتمام بامرأة.."، وقول الإمام المازري: "لا تصح إمامة المرأة عندنا، وليعد صلاته من صلى وراءها وإن خرج الوقت"، وقول الشيخ خليل: "وبطَلت بمن بانَ امرأة"، وقول الشيخ الدردير في أقرب المسالك إلى مذهب الإمام مالك: "وشرط الإمام إسلام، وتحقق ذكورة، فلا تصح – أي الصلاة – خلف امرأة، فاشتراط الذكورية يحترز به عن الأنوثة".

وما ذهب إليه المالكية من القول بعدم جواز إمامة المرأة يتأسس على اعتمادهم عمل أهل المدينة أصلا لتقوية أخبار الآحاد.

ولو كان للمرأة أن تؤم النساء لأدى ذلك حتما إلى استقلال عالم النساء وانفصاله، ولم يعد بهن حاجة إلى أن يشاركن الرجال في المساجد، مع ما يتحقق لهن من حضور المواعظ والمشاركة في الخير.

وقد كان مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم مأهولا بالنساء اللواتي كن يصلين مع الرجال، وكان عليه الصلاة والسلام كثيرا ما يخصهن بالمواعظ ويأمرهن بالصدقة ويقبل منهن بيعة النساء.

أما إمامة المرأة بالرجال فإن الفقه الإسلامي مجمع على منعها، لما يترتب عنها من تغيير في هيأة الصلاة، إذ أن صلاة المرأة سرية، بينما يعتبر السر في الصلاة الجهرية نقصا في صلاة الرجال.

كما أن إمامة المرأة تقتضي حتما تقديمها وتغيير موقعها في مشهد صلاة الجماعة.

ولم يثبت في تاريخ المغرب ولا عند علمائه أن أَمَّت امرأة الصلاة في المسجد لا بالرجال ولا بالنساء، في أي وقت من الأوقات، وهذا ما دأب عليه أهل هذا البلد الأمين وجرى به عملهم في مختلف العهود.

وكون المرأة لا تؤم في الصلاة لا يحمل على أنه منقصة لها، ولا حط من مكانتها، وإنما هو حكم شرعي راعَى موجبات أخرى سبقت الإشارة إلى بعضها.

وإن المجلس العلمي الأعلى إذ يصدر هذه الفتوى يحسم كل خلاف فيما يثار حولها من تأويلات ومناقشات.

والله الموفق للرشاد، والهادي إلى سواء السبيل.

At vero eos et accusamus et iusto odio digni goikussimos ducimus qui to bonfo blanditiis praese. Ntium voluum deleniti atque.

Melbourne, Australia
(Sat - Thursday)
(10am - 05 pm)