You may also like
Page 1 of 5
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه وكل من اهتدى بهداه.
أيها الأئمة الفضلاء، مما تقصد إليه خطة تسديد التبليغ: حث أفراد المجتمع على بذل الصدقة وإعانة إخوانهم المحتاجين والمعوزين وسد حاجاتهم، واتخاذ النبي ﷺ والسلف الصالح قدوة في ذلك لتحقيق الحياة الطيبة في الدنيا، ونيل السعادة في الأخرى.
فعن الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فِي صَدْرِ النَّهَارِ، قَالَ: فَجَاءَهُ قَوْمٌ حُفَاةٌ عُرَاةٌ، مُجْتَابِي النِّمَارِ، أَوِ الْعَبَاءِ، مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ، عَامَّتُهُمْ مِنْ مُضَرَ، بَلْ كُلُّهُمْ مِنْ مُضَرَ، فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ ﷺ لِمَا رَأَى بِهِمْ مِنَ الْفَاقَةِ، فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ، فَأَمَرَ بِلاَلاً فَأَذَّنَ وَأَقَامَ، فَصَلَّى، ثُمَّ خَطَبَ، فَقَالَ: ﴿يَٰٓأَيُّهَا اَ۬لنَّاسُ اُ۪تَّقُواْ رَبَّكُمُ اُ۬لذِے خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٖ وَٰحِدَةٖ﴾ إِلَى آخِرِ الآيَةِ: ﴿إِنَّ اَ۬للَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباٗۖ﴾ [النساء:1]، وَالآيَةَ الَّتِي فِي الْحَشْرِ: ﴿اُ۪تَّقُواْ اُ۬للَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٞ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٖۖ وَاتَّقُواْ اُ۬للَّهَۖ﴾ [الحشر: 18]؛ تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ، مِنْ دِرْهَمِهِ، مِنْ ثَوْبِهِ، مِنْ صَاعِ بُرِّهِ، مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ، حَتَّى قَالَ: وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ. قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ بِصُرَّةٍ كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا، بَلْ قَدْ عَجَزَتْ، قَالَ: ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ، حَتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَثِيَابٍ، حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ ﷺ يَتَهَلَّلُ، كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا، وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ“([1]).
– زاد أَبُو عَوَانَةَ في رِوايتِهِ، عِنْدَ مُسْلِمٍ: …فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ صَعِدَ مِنْبَرًا صَغِيرًا، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ… فَذَكَرَ الْحَدِيثَ([2]).
– وفي رواية: «مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً، كَانَ لَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتَقَصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا، وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتَقَصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ».
تخريج الحديث:
أخرجه مسلم، من رواية عبد الرحمن بن هلال عن جرير بن عبد الله البجلي في حديث طويل قال فيه: فقال رسول الله ﷺ: فذكره، وأخرجه من طريق المنذر بن جرير عن أبيه مثله، لكن قال “شيء” في الموضعين بالرفع.
شرح الغريب:
ـ قوله: مجتابي النمار يريد أنهم قد اقتطعوها وشقوها أُزُراً بينهم. يُقَالُ جبت الثوب واجتبته. وَمَعْنَى «مُجْتَابِيهَا» أي: لاَبِسيهَا قَدْ خَرَقُوهَا في رُؤوسِهِم. وَ«الجَوْبُ» القَطْعُ([3]).ومنه قوله تعالى: ﴿وَثَمُودَ اَ۬لذِينَ جَابُواْ اُ۬لصَّخْرَ بِالْوَادِۦ﴾ [الفجر: 9]، أي: نحتوه وقطعوه.
ـ النمار جمع نمرة: وهي برود وأَكسية من صوف تلبسها الأعراب([4])، وقال ابن الجوزي في غريب الحديث([5]): “النمار جمع نمرة وَهِي شملة مخططة من مآزر الْأَعْرَاب”.
ـ فتمعر: في النهاية([6]): “معر”: فتمعر وجهه: أي تغير.
ـ «كَومَيْن» الكَوْم من الطعام: الصُّبْرَة، وأصل الكوم: ما ارتفع وأشرف([7]).
«من سن سنة»: أي يأتي بطريق مرضية يقتدى به فيها.
قال القاضي عياض في المشارق: «مذهبة» بذال معجمة وباء أي: موحدة أي: فضة مذهبة، وصحَّفه بعضهم فقال: “مدهنة” بدال مهملة ونون. انتهى([8]).
معنى الحديث:
هذا حديث عظيم يتبين فيه حرص النبي عليه الصلاة والسلام وشفقته على أمته، وحثه على الصدقة والتعاون على البر والتقوى، والتنافس في ذلك لتحقيق الحياة الطيبة في الدنيا، والسعادة في الآخرة، والأخذ بيد المعوزين والمحتاجين، حيث جاء إلى رسول الله ﷺ “قوم مجتابي النمار“، أي: يلبسون أزرا من صوف مخططة، وأنهم اقتطعوها وشقوها أُزُراً بينهم، وخرقوها في رؤوسهم، فتمعر وجه رسول الله ﷺ لِمَا رَأَى بِهِمْ مِنَ الْفَاقَةِ”، أي تغير وجه رسول الله ﷺ تأثرا بمظهرهم وحزنا لحال هؤلاء القوم الذين أغلبهم من قبيلة مضر الشهيرة، “بل كلهم من مضر”، أي مبالغة.
ولهذا قال جرير رضي الله عنه: “عليهم صوف”، ولم يبين من حالهم إلا بهذه الكلمة، والبدو لا يكون عليهم صوف إلا إذا كانوا في فقر شديد، لأنه لا يرتدي الصوف في حر البادية إلا الذي ليس عنده شيء يناسب هذا الحر، وصورهم الحديث تصويرا واقعيا فيه دقة الوصف، وواقعهم يغني فيه الحال عن المقال، فهم عراة، والعري هنا كناية عن شدة الفاقة، وليس على أجسادهم إلا النمار، جمع نمرة وَهِي شملة مخططة من مآزر الْأَعْرَاب”..
وقوله: “مجتابي النمار أو العباء فيه “، رصد دقيق لهيئة هؤلاء القوم لأن ما يلبسونه قطعة واحدة من الصوف الخشن، وقد قطعوها أو خرقوها لتدخل في رؤوسهم”([9]) .
ثم إن جريرا رضي الله عنه بعد ذلك نقل الحديث إلى رسول الله ﷺ وقال: “فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ ﷺ لِمَا رَأَى بِهِمْ مِنَ الْفَاقَةِ“.
فما أن رآهم عليه السلام وعليهم الصوف حتى أدرك سوء حالهم فحث الناس على الصدقة.
ثم قال جرير:” فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ بِصُرَّةٍ كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا، بَلْ قَدْ عَجَزَتْ”، قَالَ: ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ، حَتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَثِيَابٍ، حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ ﷺ يَتَهَلَّلُ، كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ. فلما رآه أصحابه قد فعل ذلك وسر النبي عليه الصلاة والسلام بفعل هذا الصاحب، قام كل واحد منهم إلى بيته فمنهم من أتى بكسرة خبز، ومنهم من أتى بطعام، ومنهم من أتى بشراب، ومنهم من أتى بملبس، فوضعوه في نطع ثم حملوه، والنطع هو الفرش من الجلد، فحملوه حتى كادت أيديهم أن تكل – أي تعجز عن حمل هذا النطع بل قد كلت، فأتوا به إسعاداً لنبي الله عليه الصلاة والسلام ومساعدة لهؤلاء الفقراء المحتاجين.
وسبب سروره – ﷺ – وفرحه؛ ما رآه من مبادرة المسلمين إلى طاعة الله، وبذل أموالهم لله، وامتثالهم أمره، وبدفع حاجة هؤلاء المحتاجين وتعاونهم على البر والتقوى، فينبغي للإنسان إذا رأى شيئاً من هذا القبيل أن يفرح ويكون فرحه لله([10]).
فَفَرَحُ رسول الله ﷺ سببه ما ظهر من فعل المسلمين، ومن سهولة البذل عليهم، ومبادرتهم لذلك، وبما كشف الله من فاقات أولئك المحاويج([11]).
وقوله: “كأنه مذهبة“، ذكر القاضي عياض وجهين في تفسيره؛ أحدهما معناه: فضة مذهبة فهو أبلغ في حسن الوجه وإشراقه، والثاني: شبهه في حسنه ونوره بالمذهبة من الجلود وجمعها مذاهب، وهي شيء كانت العرب تصنعه من جلود، وتجعل فيها خطوط مذهبة يرى بعضها إثر بعض([12]).
وصحفه بعضهم فقال: مدهن بدال مهملة وفتح الهاء والنون، وكذا ضبطه الحميدي، والصحيح المشهور هو الأول، والمراد به على الوجهين الصفاء والاستنارة([13]).
فلما رأى النبي عليه الصلاة والسلام من أصحابه ذلك؛ أراد أن يكافئ من سن هذه السنة الحسنة أولاً فقال: «مَن سنَّ في الإسلام سنَّة حسنة فله أجرها وأجر مَن عمل بها».
وقوله: «من سن في الإسلام سنّة حسنة»؛ أي: من فعل فعلاً جميلاً فاقتدي به فيه، وكذلك إذا فعل فعلا قبيحًا فاقتدي به فيه. فليجتهد الإنسان في فعل خير يلحقه ثوابه بعد موته.
ويفيد الترغيب في الخير المتكرر أجره؛ بسبب الاقتداء والتحذير من الشر المتكرر إثمه بسبب الاقتداء.
والسنة هنا هي إجابة دعوة رسول الله ﷺ إلى الصدقة، وأن أول من أحضر صدقته هو الأنصاري وتبعه الناس.
ولهذا قال النووي رحمه الله جامعا بين هذا الحديث وحديث: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا»([14])، فقال: “هذان الحديثان صريحان في الحث على استحباب سن الأمور الحسنة، وتحريم سن الأمور السيئة، وأن من سن سنة حسنة كان له مثل أجر كل من يعمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة كان عليه مثل وزر كل من يعمل بها إلى يوم القيامة، وأن من دعا إلى هدى كان له مثل أجور متابعيه، أو إلى ضلالة كان عليه مثل آثام تابعيه، سواء كان ذلك الهدى والضلالة هو الذي ابتدأه أم كان مسبوقا إليه، وسواء كان ذلك تعليم علم أو عبادة أو أدب أو غير ذلك.
قوله ﷺ: «فعمل بها بعده» معناه إن سنها سواء كان العمل في حياته أو بعد موته والله أعلم”([15]).
قال الإمام ابن عبد البر في «التمهيد»([16]): «هذا الحديث أبلغ شيء في فضائل تعليم العلم والدعاء إليه وإلى جميع سبل البر والخير، وعلى قدر فضل معلِّم الخير وأجره، يكون وزر من علَّم الشر ودعا إلى الضلال؛ لأنه يكون عليه وزر من تعلَّمه منه ودعا إليه وعمل به، عصمنا الله برحمته».
ولهذا كان النبي ﷺ يروض النفوس ويدربها على فعل الخير، ومن أفضل القوم استجابة لذلك الصحابة الكرام، وهذا ما عبر عنه القرطبي في “المفهم” حيث قال: “إن كل خير وفضل وعلم وجهاد ومعروف فعل في الشريعة إلى يوم القيامة، فحظهم منه أكمل حظٍ، وثوابهم فيه أجزل ثواب؛ لأنهم سنوا سنن الخير، وافتتحوا أبوابه، وقد قال – ﷺ -: «من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة»، ولا شك في أنهم الذين سنوا جميع السنن، وسابقوا إلى المكارم. ولو عددت مكارِمهم، وفسرت خواصهم، وحصرت لملأت أسفارًا، ولكلت الأعينُ بمطالعتها حيارى.”([17]).
ويوضح ذلك ابن حجر في الفتح([18]) وهو يتحدث عن فضل خديجة رضي الله عنها، فقال: “ومما اختصت به سبقها نساء هذه الأمة إلى الإيمان، فسنت ذلك لكل من آمنت بعدها، فيكون لها مثل أجرهن لما ثبت أن من سن سنة حسنة، وقد شاركها في ذلك أبو بكر الصديق بالنسبة إلى الرجال، ولا يعرف قدر ما لكل منهما من الثواب بسبب ذلك إلا الله عز وجل”.
هكذا كان الصحابة رضوان الله عليهم أحرص الناس على الخير، وأسرعهم إليه، وأشدهم مسابقة وتنافسا فيه.
ما يُستفاد من الحديث:
ـ يستفاد من الحديث أنه محمولٌ على القدوة الحسنة في الخير، كما هو واضح من سبب ورود الحديث، وهو أنَّ رسول الله ﷺ حثَّ على الصدقة، فأتى رجلٌ من الأنصار بصُرَّة كبيرة، فتابعه الناسُ على الصدقة، فعند ذلك قال رسول الله ﷺ ما قال.
ـ قال النووي: “فيه الحث على الابتداء بالخيرات وسن السنن الحسنات، والتحذير من اختراع الأباطيل والمستقبحات، وسبب هذا الكلام في هذا الحديث أنه قال في أوله “فجاء رجل بصرة كادت كفه تعجز عنها فتتابع الناس”، وكان الفضل العظيم للبادي بهذا الخير والفاتح لباب هذا الإحسان”([19]).
ـ أن بعض الأعمال لا ينقطع ثوابها، وكذا أوزارها، وهي التي تكون سببًا للاقتداء بفاعلها، فيجب على العاقل أن يكون مفتاحًا للخير، لا مفتاحًا للشر، وويل لعبد جعله الله مفتاحًا للشرّ، مِغلاقًا للخير.
ـ أن ظاهر هذا الحديث يدلّ على أنه يحصل هذا الأجر للبادىء، ولو لم ينو أن يتبعه أحد فيها، ففيه ثبوت الأجر مع عدم النيّة، فيكون مخصّصًا للحديث المتّفق عليه: «إنما الأعمال بالنيات»([20]).
ـ علم من الحديث أن له من مضاعفة الثواب بحسب مضاعفة أعمال أمته ما لا يحيط به عقل ولا يحده حد؛ وذلك أن له مثل ثواب أصحابه بالنسبة لما عملوه وما دلوا عليه من بعدهم المضاعف لهم ثوابه إلى يوم القيامة، وهكذا في كل مرتبة من مراتب المبلغين عنه عند انقضاء الأمة، ومنه يعلم عظيم فضل كل أهل مرتبة المتضاعف المتعدد بتعدد من بعدهم([21]).
ـ جاء الأمر بالتصدق في صياغة خبرية في قوله تصدق رجل، والخبر هنا أبلغ من الأمر لدلالته على الوقوع، وكذلك للإيحاء بعدم الإجبار على التصدق، وجعل هذا الفعل الخيري في دائرة الاختيار لمزيد من الصدق وحسن النية وسلامة القصد([22]).
ـ استحباب الخطبة والوعظ لترغيب الناس لنجدة ومساعدة المضطرين والمحتاجين من ذوي الحاجة والفقر الشديد.
ـ المبادرة إلى التصدق على المتعففين من غير طلب منهم.
ـ في الحديث خير درس في التكافل الاجتماعي والتعاون والتآزر والتنافس في أعمال البر والخير. والرسول عليه السلام هو القدوة الحسنة، فقد كان أجود بالخير من الريح المرسلة، ويعطي عطاء من لا يخشى الفقر.
ـ فرح الرسول ﷺ بمبادرة المسلمين لدفع حاجات المحتاجين والملهوفين.
ـ فيه مسارعة الصحابة رضي الله عنهم إلى أفعال الخير والبر وتسابقهم في طاعة الله ورسوله ﷺ.
ـ التفاني والمبالغة في الالتزام والطاعة والعمل بكل ماورد عن النبي ﷺ من أمور الشريعة ولاسيما في أعمال البر والخير والمعروف والإحسان.
ـ “وفيه إباحة السؤال عند الحاجة وفي المسجد، وجمع الناس لسؤال الصدقة، وتقديم خطبة على المسألة، والتعريض في الخطبة بالتنبيه على الفضل فإنه ﷺ تلا قوله تعالى: ﴿اُ۪تَّقُواْ رَبَّكُمُ اُ۬لذِے خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٖ وَٰحِدَةٖ﴾ [النساء:1]. وفي ذلك إشعار بأنكم مستوون في الخلق متفاوتون في الرزق فليعطف الغني على الفقير”([23]).
هذا وصلى الله وسلم على مولانا رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
([1]) ـ أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة ولو بشق ثمرة، رقم: (1017)، والنسائي في سننه، كتاب الزكاة، باب التحريض على الصدقة، رقم:2554، وأحمد:31/509، رقم: 19174، وابن حبان في صحيحه، رقم :3308، والطيالسي في مسنده: 1/92، رقم :670، وابن أبي شيبة في مصنفه: 2/350، رقم: 9803، والطبراني في الكبير:2/328، رقم: 2372، والبيهقي في السنن الكبرى: 4/294، رقم: 7742.
([2]) ـ المسنَد الصَّحيح المُخَرّج عَلى صَحِيح مُسلم، لأبي عوانة:8/465، رقم:.3485
([3]) ـ غريب الحديث للخطابي 2/297.
([4]) ـ القاموس المحيط للفيروزابادي، مادة (نمر).
([5]) ـ غريب الحديث لابن الجوزي: 2/437.
([6]) – النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير: 4/ 342.
([7]) ـ المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، لأبي العباس القرطبي: 3/62.
([8]) ـ مشارق الأنوار على صحاح الآثار :1/271.
([9]) ـ كنوز رياض الصالحين، لجماعة من المؤلفين:3/523.
([10]) ـ ذكره النووي في “شرحه لصحيح مسلم” (7/ 103).
([11]) ـ المفهم، لأبي العباس القرطبي: 3/63.
([12]) ـ مشارق الأنوار لعياض 1/271.
([14]) ـ أخرجه مسلم في العلم، باب من سن سنة حسنة أو سيئة ومن دعا إلى هدى أو ضلالة، رقم:2674، وأبو داود في السنة، باب لزوم السنة، (4609)، والترمذي في العلم، باب ما جاء فيمن دعا إلى هدى فاتبع أو ضلالة، (2674)، وابن ماجه في السنة، (206).
([19]) ـ شرح مسلم للنووي:7/104.
([20]) ـ إكمال الإكمال للأبي:3/483.
([21]) ـ دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، لابن علان :2/446.
([22]) ـ كنوز رياض الصالحين :3/525.
([23]) ـ انظر غاية الإحكام في أحاديث الأحكام، لمحب الدين الطبري، ص: 252.
At vero eos et accusamus et iusto odio digni goikussimos ducimus qui to bonfo blanditiis praese. Ntium voluum deleniti atque.