الاربعاء 3 شوال 1446 هـ | الموافق 02 أبريل 2025

خطبة عيد الفطر المبارك لسنة 1446هـ 2025م

خطبة عيد الفطر المبارك لسنة 1446هـ 2025م

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.

الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون، وله الحمد في السماوات والارض وعشيا وحين تظهرون، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين، أفضلِ من صام وقام، وعظَّم الشعائرَ العظامَ، وأخرج زكاة الفطر في نهاية شهر الصيام، وعلى آله الطيبين الأطهار، وصحابته الغرِّ الميامينِ الأبرار، وعلى التابعين لهم بإحسان في الجهر والإسرار.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر

عباد الله، الأعيادُ من شعائر الله التي أمر الله بتعظيمها، والاحتفال فيها طاعة وقربة، وقد رتب لنا ربنا أنواعاً من الاحتفالات تتكامل وتتفاعل، من صلاة وذكر وتكبير وصدقة، بعد موسم صيام وقيام تتقوى فيه ملكةُ التقوى والصبر، وتتطهر فيه النفسُ وتترقى في مدارج الفضل والقرب، ثم يأتي يومُ العيد الذي نحتفل فيه بما هدانا الله ووفقنا إليه، ولنشكرَه سبحانه على تخفيف الكُلفَة، ونزولِ الرحمة، ووفورِ النعمة، وتحققِ الحياة المطمئنة الطيبة.

أيها المومنون والمومنات، يقول الله تعالى في محكم تنزيله:

(ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون)[1].

في هذه الآية المباركة ندبنا الحق سبحانه وتعالى إلى التكبير والشكر على ما هدانا إليه من الصيام والقيام وتلاوة القرآن، وسائرِ الطاعات التي يسر لنا سبلَها في شهر رمضان المبارك. وحقق لنا نعمة التمام والكمال، مما يوجب في هذا اليوم المبارك الفرحَ والسرورَ، وإظهارَ الغبطة والحبور، مصداقا لقول النبي ﷺ: "

للصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بفِطْرِهِ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ "[2].

وفرحة الفطر هي فرحة يوم العيد بتمام النعمة، وفرحة الآخرة عند دخول الجنة. ويقول الحق سبحانه:

(قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا)[3]

، ففضلُ الله: الإسلامُ، ورحمتُه: القرآنُ، وقيل: محمدٌ ﷺ.

وقد ندبنا رسول الله ﷺ إلى الفرح في هذا اليوم فقال:

"إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا"[4].

وهذا الفرح يكون بإخراج زكاة الفطر، وإدخالِ السرور على الفقراء والمساكين، والخروجِ لصلاة العيد في أجمل الثياب وأنظفها، وتهنئةِ المومنين بعضهم بعضا بالعيد، وصلةِ الأرحام، والتوسعةِ على العيال، وغير ِذلك من أوجه البر والطاعات.

ومما ينبغي الحرص عليه أن يحافظ المومن على المكتسبات التي استفادها من شهر الصيام، من غض البصر، وكف اليد، وحفظ اللسان والفرج، وسائر الجوارح، فتلك غايةُ الصيام التي تُختَزَل في كلمة التقوى.

فاتقوا الله عباد الله، واعرفوا فضله وآلاءه عليكم، واشكروه على نعمه يزدكم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 الخطبة الثانية

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.

لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

عباد الله، إن من تمام فضل شهر الصيام إخراجَ زكاة الفطر طيبة بها الأنفس، لما رواه أبو داود عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال:

"فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طُهْرَة للصائم من اللغو والرَّفث، وطُعْمَةً للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة، فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة، فهي صدقة من الصدقات"[5].

ومن تمام ذلك، أداءُ صلاة العيد استِنانا بسُنة الرسول ﷺ، وإظهارا لشعائر الدين، ويندب لصلاة العيد الاغتسالُ والتكبيرُ قبل الصلاة، ولبسُ أحسن ما يجد من الثياب، والإنصات للخطبة، ويُندَب التهنئة بالعيد، بمثل" تقبل الله منا ومنكم".

ومنها صلة الرحم، وهي من أهم الوصايا القرآنية والحديثية، في مثل هذا اليوم لقوله تعالى:

(واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام)[6].

فقد جعل الله تعالى صلةَ الرحم قرينةَ التوحيد وتقوى الله تعالى، وذلك لمكانتها العظيمة في الإسلام.

وقال النبي ﷺ:

"من كان يومن بالله واليوم الآخـر فليـكرم ضيفَه، ومن كان يومن بالله واليوم الآخر فليَصِل رحمَه، ومن كان يومن بالله واليوم الآخر فليَقل خيراً أو ليصمت"[7].

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.

ومما ينبغي الحرص عليه في هذا اليوم المبارك، والإكثارُ منه ما بدأ الله تعالى فيه بنفسه، وثنى فيه بملائكة قدسه، ثم أمر عباده المومنين من جِنِّه وإِنسِه، فقال:

(إن الله وملائكته يصلون على النبيء يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)[8]

اللهم فصل وسلم وأنعم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأزواجه وذرياته وأصحابه، كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين المهديين ذوي القدر العلي، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن باقي الصحابة أجمعين، خصوصا منهم الأنصار والمهاجرين، والتابعين لهم في كل وقت وحين.

وانصر اللهم من قلدته أمر عبادك، وبسطت يده في أرضك وبلادك، مولانا أمير المومنين صاحب الجلالة الملك محمدا السادس، نصرا عزيزا تعز به الدين، وتعلي به راية الإسلام والمسلمين، وأَعِدِ اللهم عليه أمثالَ هذه المناسبة الربانية، أعواما عديدة، وأزمنة مديدة، مشمولا برعايتك، محفوظا بعنايتك، محروسا بعينك التي لا تنام، قرير العين بولي عهده المحبوب صاحبِ السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، مشدودَ الأزر بصنوه السعيد، صاحبِ السمو الملكي الأمير الجليل مولاي رشيد، وبباقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة، إنك سميع مجيب.

وارحم اللهم بواسع رحمتك، وسابغ جودك وعفوك، جلالة المغفور له مولانا محمدا الخامس، وجلالة المغفور له مولانا الحسنَ الثاني، اللهم طيب ثراهما، وأكرم مثواهما، وأسكنهما فسيح جناتك، مع المنعم عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين.

اللهم اختم بالصالحات أعمالنا، وبالسعادة آجالنا، وبلغنا مما يرضيك آمالنا، واغفر لنا وللمومنين والمومنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات. إنك سميع قريب مجيب الدعوات.

ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

[1] - البقرة 185.

[2] - جزء من حديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه كتاب الصيام باب فضل الصيام رقم 1151.

[3] - يونس 58.

[4] حديث متفق عليه (أخرجه البخاري ومسلم)

[5] - سنن أبي داود كتاب الزكاة باب زكاة الفطر رقم 1909.

[6] - النساء 1.

[7] - أخرجه البخاري في صحيحه كتاب باب الأدب باب إكرام الضيف وخدمته إياه بنفسه وقوله: ضيف إبراهيم المكرمين رقم 6135.

[8]  - الأحزاب 56.

شاهد أيضا

At vero eos et accusamus et iusto odio digni goikussimos ducimus qui to bonfo blanditiis praese. Ntium voluum deleniti atque.

Melbourne, Australia
(Sat - Thursday)
(10am - 05 pm)